Ad

العرس الفيلالي ( عادات وتقاليد العرس الفيلالي)

العرس الفيلالي 

عادات وتقاليد العرس الفيلالي:


بعد ان يتفق أهل الخطيبين على بعض الأمور كالمهر “الصداق” وغيره، يبقى أهل العروسة في أتم الاستعداد منتظرين صفارة البداية من أهل الخطيب، وبعد إعطاء الإشارة يشمر كل طرف عن ساعديه؛ فأهل العريس يبدأون من يوم الاثنين المسمى بـ”الكرامة” وفي هذا اليوم تظهر العادات والتقاليد بشكل واضح يلحظها الجميع، حيث يحضر العريس وأخته إلى وسط المنزل مقابلين مع حلقته ” عين الدار” ويبدأ بطحن الحبوب “الزرع” في المطحنة التقليدية المسماة بـ”الرحى” ويكون مقدار الطحن هو سبع أكف بلا زيادة ولا نقصان، وتتم العملية بين صلاتي المغرب والعشاء وهذا ما يسمى بـ”الكليع” وفي ظل هذه الأجواء يلقى على العريس وأخته من أعلى أي من حلقة المنزل “عين الدار” اللوز والتمر، ومنذ بداية الطحن يكون دملجا قد أدخل في يد المطحنة”الرحى” وعند الانتهاء من طحن آخر حبة يجب على العريس وأخته أن يتصارعا حول الدملج ومن استطاع نزعه من الآخر يأخذ من خصمه مبلغ 100درهم.
وفي نفس اليوم وبعد الانتهاء من صلاة العشاء يخرج جميع أفراد عائلة العريس وبعض الأقارب ومن شاء من الجيران إلى ساحة كبيرة (فم القصر بالبادية) ويكون من بين الجمع الخارج رجلان يمسك كل واحد منهما بيده اليمنى “فأس” وباليد اليسرى حجرة؛ ويضرب الحجرة بالفاس” والعريس في مقدمتهم، وبهذه الطقوس الجميلة ينتهي هذا اليوم. أما اليوم الموالي وهو يوم الثلاثاء فهو مخصص لإطعام الأقارب والجيران وغيرهم.
وفي يوم الأربعاء وبعد صلاة المغرب يخرجون العريس ممتطيا جوادا ومرتديا جلبابا ابيض وفوقه سلهام أسود وحزام من الحرير يشد به رأسه، وتحزم ثلاث بيضات في غطاء الرأس الموجود بالسلهام “قب السلهام”، ثم يذهبون بالعريس إلى ساحة كبيرة (فم القصر بالبادية) تكون قد جهزت قبل غروب الشمس بالأفرشة والكراسي، فيجلس العريس وبجانبه الأقارب والجيران وغيرهم؛ فيأخذ بعض الأشخاص إناءا “زلافة” به “الخلخلة” وهي مزيج من مجموعة من الأعشاب ذات الرائحة العطرة ويضعون هذا الخليط على رأس العريس شيئا فشيئا ويشدون على رأسه بثوب أبيض”شدادة بيضاء” وتخطط بمزيج “الخلخلة”.
وفي هذه الليلة يحضر أحد المغنين مصحوبا بفرقته الموسيقية “الجوق” الذي يقوم بتنشيط هذا الحفل، وفي ظل هذه الأجواء يقوم أحد أفراد الفرقة الغنائية وينادي في الحضور “التبريحة” بشكل عام وأهل العريس بشكل خاص، و بصوت مرتفع وكلمات غناءة، والهدف من كل هذا وذاك هو جمع المال. وتبقى هذه الأجواء مستمرة حتى قرب بزوغ الفجر؛ حينها يحني العريس يداه ورجلاه، ويحزم العريس في رجله قطعة ثوب بها مزيج من الحرمل والملح؛ وهذا باعتقادهم يحفظ العريس من العين ومن كل المصائب.
وفي صباح يوم الخميس يذهب أصدقاء العريس للمنزل الذي يوجد فيه عريسهم حيث يقومون بفك يديه ورجليه من الأثواب الملفوفة عليهما والحناء، والشخص الذي يقوم بهذه العملية يسمى “الوزير”، كما يقوم “الوزير” بحمل العريس فوق ظهره ليضعه فوق الجواد، ويذهبون به إلى النهر وهم يتغنون، وبعد عودتهم يبقى العريس و”الوزير” وبعض أصدقائه منعزلين في بيت ومنتظرين قدوم العروسة يوم الجمعة لتقابل عريسها، هذا بالنسبة لعادات وتقاليد العريس وأهله.
أما فيما يخص العروس وأهلها، فتبدأ تقاليدهم وعاداتهم يوم الاثنين كما هو الأمر عند العريس وعائلته، حيث يحضر العريس وأهله للعروسة ما يسمى بـ”الجهاز” وهو مجموعة من الملابس الداخلية والخارجية وأحذية وغيرها؛ للعروس في كل هذا حصة الأسد، كما يقوم العريس بإلباس الخاتم لعروسته، وبعد ذلك ينصرف العريس و أهله إلى بيتهم، وفي ليلة هذا اليوم يحضرون العروس هي الأخرى إلى وسط المنزل متقابلة مع حلقة المنزل”عين الدار” وتبقى واقفة والنساء والفتيات مشكلين حولها دائرة وهي مركزها، وتأتي امرأة تمشط لها شعرها وتظفر لها الضفيرة؛ والغريب في الأمر أن الضفيرة عادة ما تكون من الأعلى نحو الأسفل، لكن للعروسة فالعكس أي من الأسفل نحو الأعلى، وتكون هذه الضفيرة مصحوبة بدهن رأس العروسة بمزيج يشبه المزيج الذي وضع للعريس، ويكسرون للعروسة بيضة على رأسها ويقومون بكل هذه الأعمال ووجه العروس ملثم، كما يحضر من يحمل اسم “محمد” جرة مملوءة بالماء فيصعد إلى أعلى أي إلى حلقة المنزل “عين الدار” فيرش العروسة ببعض ماء الجرة. أما بالنسبة ليوم الثلاثاء فهو مخصص للمدعوين والمدعوات من الأهل والأقارب والجيران .
وفي يوم الأربعاء تحنى يدا ورجلا العروس؛ حيث تقف بجانبها فتاة على اليمين وأخرى على اليسار وكل واحدة منهما تمسك شمعة بيدها، وتسمى من تقوم بوضع الحناء للعروسة “مزوارة” وهي المرأة التي تزوجت مرة واحدة ورجل واحد، وعند الانتهاء من وضع الحناء للعروسة؛ يؤخذ الإناء الذي كانت فيه الحناء و”المبخرة” ويضعان مع كل تلك الأشياء التي وضعت لتزيين الطاولة الموجودة أمام العروسة في طبق من سعف ويطوف به سبعة أشخاص – نساء أو رجال- الواحد تلوى الأخر وهم يغنون. وفي هذا اليوم يعقد اجتماع بين العروسة وأهلها من النسوة؛ حيث تجلس العروسة وسطهن ويبدءون بتقديم الوصايا والتوجيهات لها حيث يجب عليها أن تحافظ عليها وتتحلى بها في بيت زوجها.
وفي مساء يوم الخميس يتم إرسال أشخاص من أهل العروسة مصحوبين ببعض التجهيزات المنزلية (الأثاث) إن لم نقل كلها إلى بيت العريس، وفي فجر يوم الجمعة تحضر العروسة وأهلها – غالبا ما يتخلف الأب – وعند وصولهم لبيت العريس تدخل العروسة برجلها اليمنى ويرش عليها الحليب والملح ويقدم لها التمر والحليب هي وعريسها، ثم يقوم العريس بتكسير بيضة أمام عتبة الباب؛ ومعنى هذا الكسر أنه يكسر جميع الحواجز التي تعيق استمرار حياته الزوجية، ينصرف الزوج مع صديقه “لوزير” ويدخل أهل كل من الزوجة والزوج على الزوجة – المستلقية على السرير – لتهنئتها. وبعد اشتراك العائلتين في تناول وجبة الفطور والغذاء من بعده بما لذ وطاب من الطعام، وبعد قرب المساء يستعد أهل العروسة للرحيل تاركين ابنتهم في حفظ الله ورعايته على موعد اللقاء بعد ثلاثة أيام.
وبعد مضي الأيام الثلاثة وفي يوم الاثنين بالضبط الذي يسمونه بـ”ثلاثة أيام” يحضر أهل الزوجة إلى بيت ابنتهم الزوجية ومعهم الخضر والفواكه والسكر والدقيق والزيت…الخ؛ ويقضون يوما ممتعا مع ابنتهم وأهل زوجها حتى قرب المساء حيث يستعدون إلى العودة من حيث قدموا.
وبعد مضي أسبوع من يوم دخول الزوج على زوجته؛ يكون يوم الجمعة وفيه يحضر أهل الزوجة لبيت صهرهم ويحضرون معهم ما يسمونه بـ”الفراخ”، وفي الأسبوع الثاني من زفاف ابنتهم يحضرون معهم ما يسمونه بـ”المدفون”، وفي الأسبوع الثالث يحضرون معهم “الدجاج”.
وبعد انتهاء الأسابيع الثلاث وبعد مرور مدة قصيرة يذهب أهل الزوجة لزيارة ابنتهم؛ وهذه الزيارة تسمى بـ”ضرب الفقد” ويحضرون معهم هدية لأبنتهم؛ كخاتم أو سلسلة أو ملابس أو غيرها. وبعد مرور أيام عدة يزور الزوج وزوجته وبعض أهله بيت أهل زوجته، وعندما يريدون الانصراف يتركون الزوجة في بيت أهلها لتقضي معهم أيام معدودة.
لكن إسراف أهل الزوجة على ابنتهم لم يتوقف عند هذا الحد؛ فماداموا على قيد الحياة وهم يحضرون لها بعض الهدايا والألبسة وغيرها في بعض المناسبات؛ كالأعياد و”شعبانة” والنفاس وغيرها، ويستمرون هكذا حتى تزوج بنتهم أبنائها وهم ما يزالون على هذا الحال. ورث سكان منطقة تافيلالت هذه العادات والتقاليد جيل عن جيل أبا عن جد.
الملاحظ ان الاعراس المغربية زاخرة بالتنوع والثراء والفخامة التي تجعلها افضل واكثر الاعراس كلفة حول العالم.
author-img

حمداوي عزيز

تكنولوجيا اليوم والغد حمداوي عزيز من مواليد مدينة أرفود سنة 1988 أهوى كل ما يتعلق بعالم التكنولوجيا بكل أنواعها و اهتم بتقنيات الموقع ومواكبة كل ماهو جديد في عالم التقنية . الملف الشخصي

Comments

أحدث أقدم

ad

ad